الأربعاء، 10 ديسمبر 2014


قم للمعلم

أمير الشعراء/ أحمد شوقي


قُمْ للمعلّمِ وَفِّهِ التبجيلا” “ كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
لأعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي” “ يبني وينشئُ أنفساً وعقولا؟
سبحانكَ اللهمَّ خيرُ معلّمٍ” “ علَّمتَ بالقلمِ القرونَ الأولى
أخرجتَ هذا العقلَ من ظلماتهِ” “ وهديتَهُ النورَ المبينَ سبيلا
أرسلتَ بالتوراةِ موسى مرشداً” “ وابنَ البتولِ فعلّمَ الإنجيلا
وفجّرتَ ينبوعَ البيانِ محمّداً” ” فسقى الحديثَ وناولَ التنزيلا
إنَّ الذي خلقَ الحقيقةَ علقماً” ” لم يُخلِ من أهلِ الحقيقةِ جيلا
أوَ كلُّ من حامى عن الحقِّ افتنى” ” عندَ السَّوادِ ضغائناً وذحولا؟
لو كنتُ أعتقدُ الصليبَ وخطبَه” ” لأقمتُ من صلبِ المسيحِ دليلا
تجدُ الذين بنى “المسلّةَ” جدُّهم” “ لا يُحسنونَ لإبرةٍ تشكيلا!
الجهلُ لا تحيا عليهِ جماعةٌ” ” كيفَ الحياةُ على يديّ عزريلا؟
ربُّوا على الإنصافِ فتيانَ الحِمى” “ تجدوهمُ كهفَ الحقوقِ كهولا
فهوَ الذي يبني الطباعَ قويمةً” ” وهوَ الذي يبني النفوسَ عُدولا
وإذا المعلّمُ لم يكنْ عدلاً، مشى” ” روحُ العدالةِ في الشبابِ ضئيلا
وإذا أتى الإرشادُ من سببِ الهوى” ” ومن الغرورِ، فسَمِّهِ التضليلا
وإذا أصيبَ القومُ في أخلاقِهمْ” “ فأقمْ عليهم مأتماً وعويلا
وإذا النساءُ نشأنَ في أُمّيَّةٍ” ” رضعَ الرجالُ جهالةً وخمولا
ليسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ من” “ همِّ الحياةِ، وخلّفاهُ ذليلا
إنَّ اليتيمَ هوَ الذي تلقى بهِ” “ أمّاً تخلّتْ أو أبَاً مشغولا

هناك 4 تعليقات: