الخميس، 3 نوفمبر 2016



أبو الطيب المتنبي
ولد في الكوفة سنة 915 م ـ 303 هجرية، واسمه : أحمد بن الحسين بن الحسن الجعفي توفي عام 965 م ، غدراً على يد فاتك بن جهل ، الذي يقال أن المتنبي هجى خاله ضبة بن يزيد العيني ونال من عرضه ، فأقسم لينتقمن لأخته ، وكان ذلك في الطريق إلى بغداد
النفوس
وفؤادي من الملوك وإن كان لساني يرى من الشعراء
وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام
الحاجة
بم التعلل ؟ لا أهل ولا وطن ولا نديم ولا كأس ولا سكن
قليل عائدي سقم فؤادي كثير حاسدي صعب مرامي ( في مصر )
التمني
ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
التألق
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم
المديح
وإذا خفيت على الغبي فعاذر ألا تراني مقلة عمياء
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
الحب
جرى حبها مجرى دمي في مفاصلي فأصبح لي عن كل شغل بها شغل
المال
فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله ولا مال في الدنيا لمن قل مجده
الناس
ودهر ناسه ناس صغار وإن كانت لهم جثث ضخام
وما أنا منهم بالعيش فيهم ولكن معدن الذهب الرغام
العدو
وسوى الروم خلف ظهرك روم فإلى أي جانبيك تميل
الهجاء
حصلت بأرض مصر على عبيد كأن الحر بينهم يتيم
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
الرثاء
ما كنت أحسب قبل دفنك في الثرى أن الكواكب في التراب تغور
ما كنت آمل قبل نعشك أن أرى رضوى على أيدي الرجال يسير
والشمس في كبد السماء مريضة والأرض واجفة تكاد تمور
الظلم

والظلم من شيم النفوس فان تجد ذا عفة فلعله لا يظلم
ولم أر في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام
الأوائل والأواخر
انعم ولذ فللأمور أواخر أبداً إذا كانت لهن أوائل
الخيال

نصيبك في حياتك من حبيب نصيبك في منامك من خيال
الود

ولما صار ود الناس خباً جزيت على ابتسام بابتسام
وصرت أشك في من أصطفيه لعلمي أنه بعض الأنام
الهوان

يهون علينا أن تصاب جسومنا وتسلم أعراض لنا وعقول
الدهر

لا تلق دهرك إلا غير مكترث ولا بد دون الشهد من إبر النحل
الشرف

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم
الضعف

غثاثة عيشي أن تغث كرامتي وليس بغث أن تغث المآكل
ولم أر مثل جيراني ومثلي لمثلي عند مثلهم مقام
ولا الضغف حتى يتبع الضعف ضعفه ولا ضعف ضعف الضعف بل مثله ألف
شاعر الحكمة :

أرسطو قال : إذا كانت الشهوة فوق القدرة ، كان هلاك الجنس دون بلوغها
-
وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام
وقال أرسطو : روم نقل الطباع عن ذوي الأطماع ، شديد الامتناع
_
يراد من القلب نسيانكم وتأبى الطباع على الناقل
أرسطو : من لم يردك لنفسه ، فهو النائي عنك ، وإن تباعدت أنت عنه
-
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا أن لا تفارقهم ، فالراحلون هم
أرسطو : العيان شاهد لنفسه ، والأخبار يدخل عليها الزيادة والنقصان
-
خذ ما تراه ودع شيئاً سمعت به
أرسطو : يفسد العضو لصلاح غيره من الأعضاء كالكي والفصد اللذان يفسدان غيرهما
-
لعل عتبك محمود عواقبه فربما صحت الأجسام بالعلل
من تخلى عن الظلم بظاهره وعفت جوارحه ، وكان مساكناً بحواسه فهو ظالم .
-
وإطراق طرف العين ليس بنافع إذا كان طرف القلب ليس بمطرق
علل الإفهام أشد من علل الأجسام
-
يهون علينا أن تصاب جسومنا وتسلم أعراض لنا وعقول
العاقل لا يساكن شهوة الطبع لعلمه بزوالها ، والجاهل يظن أنها خالدة له وهو باق عليها ، فهذا يشقى بعقله وهذا ينعم بجهله .
-
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة ، في الشقاوة ينعم
الصبر على مضض السياسة ، ينال به شرف الرئاسة
-
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم
الظلم من طبع النفوس إنما يصدها عن ذلك إحدى علتين : علة دينية ، أو علة سياسية لخوف الانتقام .
-
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة ، فلعله ، لا يظلم
الجبن ذلة كامنة في نفس الحيوان ، فإذا خلا بنفسه أظهر شجاعة
-
وإذا ما خلا الجبان بأرض طلب الطعن ، وحده والنزالا
الغلبة بطبع الحياة ، والنفس تحب أن تأخذ الشيء بالغلبة لا بالمسائلة
-
من أطاق التماس شيء غلاباً واغتصاباً ، لم يلتمسه سؤالا
إذا لم تصن بالمال أبناء الجنس ، أو تقتل أعداء النفس ، فما المنفعة به
-
لمن تطلب الدنيا إذا لم ترد بها سرور صديق ، أو إساءة مجرم
أتعب الناس من قصرت مقدرته ، واتسعت مروءته
-
وأتعب خلق الله من زاد همه وقصر عما تشتهي النفس وجده
الفرق بين الحلم والعجز ، أن الحلم لا يكون إلا عن قدرة ، والعجز لا يكون إلا عن ضعف ، فليس للعاجز أن يسمى باسم الحليم
-
كل حلم أتى بغير اقتدار حجة لاجيء إليها اللئام
-
فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم
-
ومن العداوة ما ينالك نفعه ومن الصداقة ما يضر ويؤلم
-
ومن ينفق الساعات في جمع ماله مخافة فقر ، فالذي فعل الفقر
-
ولم أر في عيوب الناس شيئاً كنقص القادرين على التمام
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إبلام
ومن سر أهل الأرض ، ثم بكى أسىً بكى بعيون سرها ، وقلوب
وما الحسن في وجه الفتى شرفاً له إذا لم يكن في فعله والخلائق
تريدين لقيان المعالي رخيصة ولا بد دون الشهد من إبر النحل
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا فأهون ما يمر به ، الوحول
مصائب قوم عند قوم فوائد ،
وبضدها تتميز الأشياء
في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل
أنا الغريق فما خوفي من البلل
فإن في الخمر معنىً ليس في العنب
ومنفعة الغوث قبل العطب
ليس التكحل في العينين كالكحل
يا أمةً ضحكت من جهلها الأمم
أعلى الممالك ما يبنى على الأسل
-
سوى وجع الحساد داو ، فإنه إذا حل في قلب فليس يزول
ولا تطمعن من حاسد في مودة وإن كنت تبديها له وتنيل
واظلم أهل الظلم من بات حاسداً لمن بات في نعمائه يتقلب
غضب الحسود إذا لقيتك راضياً رزه أخف على من أن يوزنا
وللحساد عذر أن يشحوا على نظري إليه ، وأن يذوبوا
فإني قد وصلت إلى مكان عليه تحسد الحدق القلوب
-
العصبية العربية :
وإنما الناس بالملوك وما تفلح عرب ملوكهم عجم
لا أدب عندهم ، ولا حسب ولا عهود لهم ، ولا ذمم
في كل أرض وطئتها أمم ترعى بعبد ، كأنها غنم
يستخشن الخز حين يلمسه وكان يبري بظفره القلم
-
من ديوان المتنبي
أنوك من عبد ومن عرسه من حكم العبد على نفسه
فلا ترجو الخير عند امرئ مرت يد النخاس في رأسه
لا ينجز الميعاد في يومه ولا يعي ما قاله في أمسه
خير الطيور على القصور وشرها يأوي الخراب ويسكن النادوسا

ما كنت أحسب قبل دفنك في الثرى أن الكواكب في التراب تغور
صبراً بني اسحق عنه تكرماً إن العظيم على العظيم صبور
إن لم تغثني خيله وسلاحه فمتى أقود إلى الأعادي العسكرا
بأبي وأمي ناطق في لفظه ثمن تباع به القلوب وتشترى
من لا تريه الحرب خلقاً مقبلاً فيها ولا خلق يراه مدبرا
يا من إذا ورد البلاد كتابه قبل الجيوش ثنى الجيوش تحيرا
طوال قنى تطاعنها قصار وقطرك في ندىً ووغىً بحار
واعلم أني إذا ما اعتذرت إليك أراد اعتذاري اعتذارا
أرى ذلك القرب صار ازوراراً وصار طويل السلام اختصارا
وأسري في ظلام الليل وحدي كأني منه في قمر منير
وكف لا تنازع من أتاني ينازعني سوى شرفي وخيري
فلو أني حسدت على نفيس لجدت به لذي الجد العثور
ولكني حسدت على حياتي وما خير الحياة بلا سرور
تعادينا لأنا غير لكن وتبغضنا لأنا غير عور
فلو كنت امرؤاً يهجي هجونا ولكن ضاق فتر من مسير
غاب الأمير فغاب الخير من بلد كادت لفقد اسمه تبكي منابره
وزيارة من غير موعد كالغمض في الجفن المسهد
أما الفراق فإنه ما أعهد هو توأمي لو أن بيناً يولد
من خص بالذم الفراق فإنني من لا يرى في الدهر شيئاً يحمد
لقد حازني وجد بمن حازه بعد فيا ليتني بعد ويا ليته وجد
أحلماً نرى أم زماناً جديداً أم الخلق في شخص حي أعيدا
فالليل حين قدمت فيها أبيض والصبح منذ رحلت عنها أسود
إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم
يرى الجبناء أن العجز عقل وتلك خديعة الطبع اللئيم
وكل شجاعة في المرء تغني ولا مثل الشجاعة في الحكيم
وكم من غائب قولاً صحيحاً وآفته من الفهم السقيم
وأنت حياتهم غضبت عليهم وهجر حياتهم لهم عقاب
وكم ذنب مولده دلال وكم بعد مولده اقتراب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق